قرر العداء البريطاني دوين تشامبرز الاعتزال بعد أن خسر معركته مع اللجنة الأولمبية البريطانية في المحكمة العليا للحصول على موافقتها بالمشاركة في أولمبياد بكين التي ستبدأ مطلع الشهر المقبل. ورحب معظم المسؤولين والرياضيين المنضوين تحت لواء اللجنة الأولمبية بهذا القرار، وتمنوا له النجاح في حياته العملية الجديدة.وقال تشامبرز لأصدقائه إنه يريد أن يكون مثالاً للرياضيين الآخرين ويتعلموا منه الدرس. وكان صديق مقرب له أكد صباح اليوم لـ"صن سبورت" بأن العداء لا يرغب في الاستمرار، وأنه سيعلن قرار اعتزاله خلال اليومين المقبلين. وأضاف أنه يعلم بأنه لا يستطيع المشاركة أيضاً في اولمبياد عام 2012 التي ستقام في لندن.
وكانت المحكمة العليا قررت اعتماد قرار اللجنة الأولمبية البريطانية بوقفه مدى الحياة بعد اثبات تعاطيه المنشطات الممنوعة. وكان العداء البالغ 30 عاماً قدم قضيته إلى المحكمة العليا طالباً منها اصدار أمر قضائي ضد اللجنة الأولمبية بتعليق تنفيذ قرار الوقف ولكن المحكمة رفضت ذلك.
وحسب قوانين اللجنة الأولمبية فإن العداء كان قد أوقف من المشاركة في جميع البطولات التي كانت ستقام في المستقبل بعد اختبار ايجابي لتعاطيه منشط السترويد "تي إتش جي" عام 2003. وجادل تشامبرز بأن الوقف هو تقييد من مهنة الشخص. ولكن الحاكم السير كولين ماكاي رفض منح أمر التعلق لمدة الحظر مؤقتاً قبل الاستماع إلى شهادة جميع الأطراف والتي يتوقع منها ان تنتهي في آذار المقبل. وفي تلخيصه للقضية، قال الحاكم إن مجادلة العداء ليست كافية لاسقاط الحظر، في حين أن توقيت المحكمة لم يكن لمصلحة تشامبرز أيضاً. وأضاف الحاكم: "كثير من الناس من داخل الرياضة وخارجها سيلاحظون القضية من الناحية القانونية. ولكن في رأيي أنها ستكون قضية أفضل من الطلب الذي قدمه تشامبرز لاقناعي باسقاط القرار في هذه المرحلة، وهو أن يفرض بقوة اختياره للاولمبياد". ولتشامبرز الحق في استئناف القرار ولكن هذا الخيار غير محتمل بشكل متزايد لأن الحاكم لم يترك له الوقت الكافي للمناورة.
ويذكر أن على اللجنة الخاصة لاختيار اللاعبين للأولمبياد يجب أن تقدم اسماء الرياضيين المختارين إلى اللجنة الأولمبية غداً الأحد على أقصى تقدير. وكان تشامبرز قد سجل الوقت المطلوب لتأهيله للاختيار في الفريق بعد فوزه يوم السبت الماضي بسباق 100 متر عدواً بتسجيله رقماً قدره 10.00 ثانية. ولكن عندما تم تسمية أعضاء الفريق يوم الاثنين الماضي فقد اختير العداء سايمون ويليامسون فقط والذي حل في المركز الثاني بعد تشامبرز في الاختبارات لسباق 100 متر، مع بقاء مركزين شاغرين حتى انتهاء من اتخاذ القرار القانوني في القضية. ويذكر أن العدائين كريك بيكيرينج وتايون ادغار قد سجلا رقماً يؤهلهما للاختيار قدره 10.21 ثانية، وستجتمع لجنة "المملكة المتحدة للألعاب الرياضية" للاختيار لتقرر من سيكون ضمن الفريق الأولمبي إلى بكين وتقديم الأسماء إلى اللجنة الأولمبية للتصديق عليها. ومن المحتمل جداً أن تختار اللجنة العدائين بيكيرينج وادغار بعد قرار اعتزال تشامبرز.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية البريطانية اللورد موينهان إن قرار القاضي يصون، بحكم القانون، القرار الذي اتخذ بحق العداء، "الأمر الذي يدعو إلى اللأسف بأن تشامبرز، وهو مما لا شك فيه، أحد المواهب الرياضية في البلاد، بتصرفه هذا قد أبعد نفسه من التألق في أولمبياد بكين". وأضاف أن اللجنة الأولمبية "ستواصل بارسال رسالة قوية بأن أي رياضي تثبت إدانته بجرائم تناول المنشطات المحظورة ينبغي أن لا يكون له شرف ارتداء قميص المملكة المتحدة في دورة الألعاب الأولمبية. قرار المحكمة سمح لنا أن نركز وندعم هؤلاء الرياضيين الذين تأهلوا لتمثيل بلادهم والسفر إلى بكين في أقل من 20 يوماً ويجب علينا أن نركز الآن على مصالحهم".
ولم يعقب تشامبرز على قرار المحكمة بعد مغادرته حيث كان يتبعه عشرات من الصحافيين والمصورين. ولكن في غضون ذلك قالت "لجنة الألعاب الرياضية للمملكة المتحدة" إنها تؤيد قرار الحكم وتدعمه.
وكان تشامبرز اعترف، بعد الاختبار الايجابي لتناول المنشطات المحظورة عام 2003، أنه كان يتعاطى منشطات محظورة أخرى لتعزيز أدائه، وكشف لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) أيضاً أنه بدأ يأخذ المنشطات قبل 18 شهراً من "وقوعه في الفخ". وأدت هذه القضية إلى تجريده من الميدالية الذهبية التي فاز بها في سباق الـ100 متر في البطولة الأوروبية عام 2002 وأيضاً تم تجريده وزملاؤه من الميدالية الذهبية التي فازوا بها في سباق 4 في 100 متر عدواً. وحاول تشامبرز تغيير حياته المهنية بالاتجاه إلى كرة القدم الأميركية في وقت سابق من هذا العام وحاول أيضاً ممارسة لعبة الرغبي، وسبق له أن اشترك في بطولة العالم المغلوقة وفاز بالميدالية الذهبية لسباق 60 متر في آذار الماضي.
أما الرئيس السابق لمكافحة المنشطات في الرياضة في المملكة المتحدة ميشيل فيروكين فقال: "إنه ينبغي على بقية الدول اتخاذ بريطانيا كقدوة عن طريق اتخاذ موقف صارم مع اللاعبين الذين يتناولون المنشطات المحظورة في الألعاب الأولمبية. انني أحث الدول في جميع أنحاء العالم النظر في الأهلية ذاتها حسب القانون، لأنه هو الطريق المهم جداً لحماية سلامة الألعاب الأولمبية. هناك الكثير من المخادعين والغشاشين الذين يفسدون الرياضة، ولذلك فإنه من المهم أن نرسل لهم رسالة واضحة مفادها أن الحصول على الامتياز الحقيقي في الألعاب الأولمبية يأتي عن طريق المنافسة الشريفة وليس من استعمال المخدرات".