يجب على المسلم أن يخشع في صلاته بحيث يستحضر عظمة الله وجلاله ويطمئن في ركوعه وسجوده وتسكن جوارحه ويقشعر بدنه، قال تعالى في وصف المؤمنين المفلحين: “الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ”، (المؤمنون: 2).
ولا يجوز شرعا رفع النظر إلى السماء أثناء الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري: “ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهين عن ذلك أو لنخطفن أبصارهم”.
ويرى المالكية أن المصلي يجب أن ينظر أمامه استدلالا بقوله تعالى: “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ”، (البقرة: 144).
فالنظر إنما يكون إلى الكعبة المشرفة عينها أو جهتها كما استدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من رواية أنس بن مالك قال: “صلى بنا النبي ثم رقا المنبر فأشار بيديه تجاه قبلة المسجد ثم قال: لقد رأيت الآن منذ صليت بكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين في قبلة هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر ثلاثا” فهذا الحديث يدل على أن الرسول كان ينظر أمامه.
وذهب الشافعية والحنابلة الأحناف إلى أن المصلي ينظر إلى موضوع سجوده لأنه أقرب إلى الخشوع، وفصل بعضهم فقال ينظر المصلي في قيامه إلى صدره وفي ركوعه إلى موضع قدمه وفي حال سجوده إلى موضع أنفه وفي حال الفكر وتوجه القلب إلى الله عز وجل .
اللهم علمنا ما ينفعنا وزد نا علم
اللهم ايمين