في حادثة فريدة من نوعها، انطلقت أمس مظاهرات عدّة في الأرجنتين؛ للمطالبة بتحرير النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي من نادي برشلونة الإسباني؛ ليتمكن من اللحاق بمنتخب بلاده الأولمبي إلى بكين.
ونظّمت جماعة يُطلق عليها (البسيليستي)عدداً من المظاهرات في العاصمة الأرجنتينيّة بيونس آيرس، انطلقت من أماكن مختلفة، لتكون نقطة التقاء الحشود أمام مبنى السفارة الإسبانية، حيث حاول بعض المتظاهرين الاعتداء على السفارة، والقيام بأعمال تخريبيّة، إلا أن الجهود الأمنية حالت دون ذلك.
وطالب المتظاهرون الذين هتفوا ضد النادي الكتالوني بــ " تحرير " ميسي والسماح له بالمشاركة في الأولمبياد، ورفعوا يافطات كُتِب عليها "أيها الإسبان المرتزقة، اتركوا ميسي وشأنه"، منتقدين موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الذي لم يكن صارماً حيال تحديد وجهة اللاعب، ولم يدعم موقف الاتحاد الأرجنتيني، الذي استند في المطالبة بميسي إلى رغبة اللاعب بالمشاركة في البطولة، لكنّه لا يملك شيئاً حيال فرض ناديه القيود عليه.
وبدت الجماهير الأرجنتينية وكأنها في حالة حرب، ووصفت ميسي بالأسير داخل الحصون الكتالونية، ووزعت منشورات كُتِب عليها "يجب أن يحترم نادي برشلونة قرارات الفيفا، وأن يُفرِج عن ميسي فوراً، فهم يعاملونه معاملة خاطئة، ويقدّمون حججاً مخادعة، وينظرون لمصلحتهم دون مصلحة اللاعب ومنتخب بلاده الأولمبي".
وواجه السفير الإسباني الجماهير الغاضبة أمام مبنى السفارة، ووعد بمخاطبة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، والحديث مع إدارة برشلونة بهذا الشأن، متعاطفاً مع جماهير التانغو التي أخذت على عاتقها المطالبة بميسي حتى آخر رمق.
وتعدُّ حالة خروج الجماهير في مظاهرات مماثلة بشأن لاعب فريدة من نوعها، فلم يسبق في تاريخ كرة القدم أن خرجت الجماهير بهذا الشكل، وهو ما يدل على عمق محبّة الأرجنتينيين للظاهرة ميسي، وتعلّقهم به، الأمر الذي قد يعيد إلى الأذهان أساطير النجم الأول في الأرجنتين دييغو أرماندو مارادونا، بل هناك من يتوقّع أكثر من ذلك لمارادونا الجديد (ميسي).